الخميس، 14 مارس 2013

فضول


إني أرى بدقه، تعمقت في وجهه، التجاعيد تملأ جسمه المترهل، عيناه شاحبتان، مغمورة بالحزن والأسى، ابتسامته متصنعة، حاجبه الأيمن يختلف عن الأيسر بعدة شعرات، لحيته الطويلة بيضاء اللون، تشبه تلك الحلوى التي أحببتها في صغري.
يده ممسكة بعصا خشبية قد أكلتها الحشرات، يرتجف بكثرة كما لو أنه طفلا قد رأى دبابة، يحاول الكلام ولكن لا صوت له، قدماه تؤلماه فلا يقدر على الحراك.
يجلس هناك وحيدا، تحت الشجرة، دققت في شكله الخارجي، بدا لي فقيرا، لا عائلة له، كان يحتاج إلى المساعدة، وشيئا ما أوقفني من التوجه إليه، بل وأيضا أبعدني عنه.
لم أكن أعرف ما الذي يجري، كنت ضائعا في أفكاري، وأسرح في الرجل، أردت مساعدته، وسؤاله عن حاجته، ولكن أظنني تأخرت.
بدأ بالحراك، قوى قبضته على عصاه، واستند عليها، وبدأ بالوقوف، كانت حركته بطيئة جدا كالوقت، فيرفع يده الأخرى ليمسك بكيس من القماش، كيس قذر، حمله بقوة كبيرة مهتم بما داخل الكيس.
أحسست بثقل الكيس على كتفه، وأخيرا توجهت إليه، بل انطلقت مسرعا لمساعدته، ربما أردت معرفة ما بداخل الكيس، فاهتمامه به وطريقة إمساكه للكيس بإحكام كانت مريبة، وكأن ما بالكيس كنز.
سألته إن كان يحتاج إلى المساعدة، لم يرد علي، سألته ثانية، فنظر إلي بغضب ولم يحكي شيئا، تعجبت! فقررت أن أرحل وأتركه.
كرهت كبار السن من وراءه، لم أكن أعلم ببغضه، شفتاه كانتا متمزقتان، جافتان كأنهما لم ترطبا منذ فترة، بشرته كانت مشتاقة إلى الماء، شعره كان بحاجة إلى قطرتين من الماء ليعود حيا.
قررت العودة إليه، فسألته وللمرة الأخيرة، فأجابني: " إن كان بإمكانك حملي فاحملني". لم أكن أعرف ما قصده ولكنني فهمته بالطريقة الخاطئة عندما تجرأت لأخذ ذلك الكيس.
سحبه بقوة مني، كأنه عاد شابا لوهلة، قوة مذهلة لهذا الرجل، فدفعني بيديه الاثنتين، حدث كل ذلك في لحظة، فلم أر نفسي إلا ملقى على الأرض، محاولا النهوض، ولكن دون جدوى.
لقد شللت، فأغمضت عيني، وتمنيت في تلك اللحظة أن يكون حلما، رأسي كانت تؤلمني، وقدماي...، لم أعد أشعر بهما، أما ذراعاي، فإحداهما قد كسرت.
نعم، حدث لي كل هذا من رجل عجوز، بجسد ضعيف، وحزن كان يرافقه طوال حياته.
لا أظن أني سوف أحكم على الناس من مظاهرهم أو أعمارهم بعد الآن، ها أنا نادم على اللحظة التي حكمت فيها على الرجل وتصرفت بسرعة بدون تفكير، ليس لمساعدته بل لمعرفة ما بداخل ذلك الكيس الغبي.

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

تغيرت

أحن إلى تلك الأيام التي كنت فيها أحتضن كل من أحب، وكل من أهتم لأمره..
أبي، جدي، أمي، جدتي، أخواتي، رفيقاتي، وغيرهم الكثير !!
إنه لمن الغريب أن يتجرد الإنسان من مشاعر الحب والاشتياق حين يكبر، فيصبح أكثر برودا وقسوة.
هل هي الحياة وظروفها، أم نحن البشر بطبيعتنا نتغير؟!
أصبحت أشعر باللامبالاة.
أصبحت أكثر قسوة من ذي قبل.
لقد تغيرت...
ليست فكرة التغير هي التي تزعجني، بل التغير إلى الأسوأ هو الذي يفعل كذلك.
أصبحنا نحن البشر نشعر بالخجل من تقبيل أمهاتنا أو احتضان آبائنا، غير مدركين كم سوف تريحنا تلك الأفعال.
مجرد رأي،
Published with Blogger-droid v2.0.6

الأحد، 29 يوليو 2012

يالهم من أطفال من هم كذلك ؛)

هي امرأة قد لا تحبني، وهي من أهلي، لا تبتسم في وجهي ولا ترد علي السلام !
أحيانا أضايق نفسي على أفعالها معي أو ردود أفعالها على أفعالي، وأحيانا ينتهي بي المطاف باكية.
كنت أرى فيها إنسانة محترمة، ليست كما هي في تعاملها معي الآن.
كنت أظن أنها ستكون كأمي، ولكنن للأسف فهي كأنني ألد أعدائها.
الآن هي ترفض رؤيتي، لا أعرف ما السبب، ما ذا يمكن أن أكون قد فعلت.
ولكن مهما يكن، لا يجب علي أن أضايق نفسي، أو أبكي، أو أضجر.
قد أسألها ذات يووم عن سبب كرهها الشديد لي.
ولن أنكر أبدا أنني فكرت في محاولة الانتقام، ولكنها كانت مجرد فكرة خطرت ببالي ولن تتحقق.
كم حركاتها أحيانا تضجرني، ولكني بعض الأوقات أضحك على تصرفاتها، أو طريقة حديثها معي، فهي كالأطفال بتلك الأفعال.
يا إلهي كم أن حقا هناك أشخاص بعقوول أطفال.

Published with Blogger-droid v2.0.6

السبت، 28 يوليو 2012

التجربة

التجربة !!!
 
كثير من البشلر يهابها، وكثير من الأنفس تبعد نفسها منها.
التجربة في نظري أن يكون الإنسان مغامرا، لا يهاب صعاب الدنيا، ولا يخشى على نفسه إلا من ارتكاب المعصية.
فلا ضرر ولا خطر من العمل على ما هو جديد، مبدع، وضخم، فكل الأناس من شتى الأجناس يتحولون من أناس عاديين إلى أناس عظماء، يضرب بهم المثل.
هناك أنواع عدة من التجربة، فهناك التجربة في ما يفيد المجرب، وهناك التجربة فيما يفيد الروح والعقل، وهناك التجربة في ما يفيد المجتمع، وهناك التجربة فيما يفيد العالم بأسره، وهناك أيضا التجربة فيما يضر.
التجربة في ما يفيد المجرب، هي أن تكون في دخوله مجالات في الدراسة أو العمل، ويجرب كل ما هو يخص تخصصه، أو يجرب عدة تخصصات.
التجربة فيما يفيد الروح والعقل، تكمن في التعلم والتعليم، تكمن في روح المغامر والمجاهد، وطلب العلم بوسع صدر.
التجربة فيما يفيد المجتمع، قد تكون في فتح مشروع جديد ومبدع، يخدم المجتمع، كالمكتبات، أو مراكز الترفيه.
التجربة فيما يفيد العالم بأسره، هي التي تكون مشروعا خاصا فتتوسع إلى المجتمع ثم تنتقل إلى العالم بأسره وإلى جميع الأجناس والديانات، فلا تركز على دين معين، أو طائفة معينة، أو حتى لون معين من ألوان البشر.
وكما ذكرت هناك تجارب ضارة، ويفضل أن يبتعد عن هذا النوع من التجربة، كما لو أن يجرب الإنسان شرب الخمر، أو غيره من كالمخدرات والخ.
ولكن هنا، وفي رأيي، يجب أن يكون الإناس ذا روح مغامرة، حتى يتعلم كل جديد، ويستفيد من كل قديم، ويرى كل حدث قد مر، و يصنع الأحداث ليراها غيره في المستقبل.

الجمعة، 29 يونيو 2012

الإجازة الصيفية والوقت الفارغ

قضاء وقت إجازة الصيف بمفهومها الخليجي والعربي تزعجني بعض الشيء، فالأشخاص بشتى أعمارهم لا يقدرون الوقت الذهبي الذي يصادفهم في هذه الإجازة الصيفية.
لا يفهمون ما هو الوقت الذي يمتلكونه في هذه الفترة الطويلة، 3 أشهر- 90 يوم - 2,160 ساعة - 129,600 دقيقة - 7,776,000 ثانية، كل هذا الوقت الثمين والغني بالفراغ لا يجب أن يفهم بطريقة خاطئة.
فالفراغ كما قرأت في كتاب للدكتور الشيخ القرضاوي، فإنه نعمة يجب أن يشكر العبد ربه عليها، ثم يستغلها في مصلحة لدينه وله ولإخوانه في الله والمجتمع.
أتعجب ممن يجلسون كالأغنام، كل ما تفعله هو الأكل والشرب والنوم ولا فائدة لها غير صوفها الخارجي الذي ينمو لوحده من غير جهد منهم بأنفسهم.
أتعجب ممن يمنعون غيرهم عن ممارسة بعض النشاطات أو الهوايات في هذا الوقت الضائع، وأكثر ما أكرهه هو خضوع الأشخاص لمن يمنعهم والسعي خلفهم.
وفي ذلك أقول في موقف قد حدث لي قبل انتهاء امتحاناتي النهائية بالثانوية العامة، كنت قد بدأت عن التحدث بإجازة الصيف مع رفيقات لي، رفيقات حسبت أنهن يحببن الخير لي، ولكني بعد هذا الموقف اكتشفت عكس هذا الأمر.
الموقف كان في المدرسة وقد بدأت في شرح ما سأفعله في إجازة الصيف، وأني سوف أنضم وبكل فخر بعد أن تم قبولي في ملتقى القيادات الشابة للفتيات الثاني عشر بالكويت، وأنني سوف أسافر لوحدي ولن أحضر حفلا سوف يقيموه صديقاتي بعد انتهائنا من الامتحانات النهائية مباشرة.
أغلب الردود التي حصلت عليها:
( إنت إنسانة متفيجة.)
( أنا الصراحة ناوية أنا، وأنام، وآكل، وأنام.)
(إنت كيف جي ما تملين؟.)
(أنا ما أبا أسوي ششي أبدا.)
(أنا فيخاطري أسافر أتسوق.)
(الحين ما بتحضرين الحفل عشان محاضرات بس؟.)
(عادي تولي.)
لم تضايقني ردودهم، لأنني تعلمت في يومي الثاني من الملتقى أن أكسب قلبي لمحاضرة للدكتور محمد الثويني عن طريق عدم الضيق والمسامحة، فأنا اليوم وهنا أعلن بأني أسامح كل مخلوق قد جرحني بالكلام.
وهنا كل ما أريده هو إثبات أن إضاعة الوقت ليست مفيدة، لست ضد الاسترخاء والراحة ولكن بجانب ذلك يجب تنمية وتطوير العقل، تدريب الجسد والمحافظة على لياقته.
والحمد لله أنه قد سنحت لي الفرصة في الانضمام إلى هذا الملتقى بالكويت والذي ما زلت فيه هنا، وأنا أكتب من مدينة الكويت، فأنا قد استفدت كثيرا حتى الآن وأنتضر بلهفة وحرقة باقي المحاضرات.

الجمعة، 22 يونيو 2012

القدس

دائما أفكر كيف أبدأ . . كيف أقدم على الموضوع . . كيف أجعل منهم بعكس تفكيري أن يفكروا كما أفعل!
كيف أطور البشر وأجعلهم أفضل ؟
كيف أعمل على تغذية عقول البعض ؟
كيف سأتمكن من تحقيق ما أريده في مصلحة عامة ؟
أشياء كثيرة تجعل مني أجن حين أفكر بها!
كيف يجرؤ البعض على تكذيب العلماء ؟

حقا إني أتعجب من أناس يروون فلسطين كغيرها من الدول، لا بل هي أعظم وأعظم من ذلك.
لا أتحدث عن مكة المكرمة، أو المدينة المنورة، ولن أتحدث عن فلسطين عامة (حتى لا أتعرض للبعض)!
ولكن القدس بشكل خاص . . .

ألا تعلمون بأن القدس مدينة مقدسة، وبها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين! قد تقول بأنكم سمعتم عن هذه المعلومة وما زلتم تسمعونها بآذانكم منذ الصغر وحتى الآن، ولكنها لا تؤثر بكم . .

إذا ما رأيكم، بأن أقول بأن القدس تحوي المسجد الأقصى، والذي سيكون أرضا للمحشر والمنشر، أرض صلى بها نبي الله ورسوله محمد -صلى الله الله عليه وسلم- إماما على جميع الأنبياء والرسل، أرض تغطي البركة تربتها.
وما زلتم نيام، لا تفقهون شيئا . .
إن المسجد الأقصى ليس ملكا للمقدسيين فقط، وليس الفلسطينيون فقط، وليست للعرب، بل للأمة الإسلامية أجمع.
ألا تشعرون بالخزي حين ترون دولا غير مسلمة تناجي وتهتف للأقصى وفلسطين والحرية بنظرة إنسانية ؟، وأنتم قعود في منازلكم، كما لو أنكم مربوطين في أماكنكم.
العار العار على من كان منكم حرا في رأيه وحرا في قرارته وليس فيه ذرة من الحس الإيماني والشعور بالمقدسات.

Published with Blogger-droid v2.0.6

الجمعة، 25 مايو 2012

أنانية وجبن

كم غريب هو العالم الذي يدور حولي، كما تدور الأرض حول الشمس !
أناس فيه لا يهتمون إلا بأنفسهم، أو بأناس من قرابتهم فقط ..
أناس لا يخافون على أرواح إخوانهم في الله !
أناس لا يشعرون بآلام غيرهم من البشر ..

هم في الحقيقة وصل بهم الحال لدرجة أنهم لا يشعرون أو يهتمون بأي كائن حي يتنفس ويحس بما حوله، غير أنفسهم

الأنانية بدأت تزيد في عالمنا، وهذه لا تليق صفة من صفات أي مسلم مهما كان بلده وعرقه ..
مهما كان عمره وحجمه .. 
نحن كلنا بشر سواء، لا نختلف عن بعضنا إلا بالمظاهر
كيف تجرؤون على تحمل مشاهد القتل وسفك الدماء التي تحدث لإخوان لكم في شتى البلاد! 
في مصر كانوا
في تونس كانوا
في ليبية كانوا
في اليمن كانوا
وفي سورية ما زالوا

وفي فلسطين كانوا ولم يزالوا !!!!

ألا تشفقون .. .. 
على أم قتلوا طفلها
على أطفال أسروا والدهم
على أم سجنوا ابنها
على أطفال أخذوا والدتهم
على زوجة فقدت زوجها
على زوج فقد زوجته
على أطفال يتموا

إلى أين ضميركم قد هرب ؟!
إلى متى ستبقى قلوبكم حجارة ؟!

أسمي نسيانكم لمن هم بحاجة إليكم، وعدم تلبية ندائهم !! 
أسمي هذا أنانية وجبن

الله يهدي الجميع إن شاء الله !!!!!